قضية المرأة التي رفعت دعوى قضائية ضد جيرانها بسبب رائحة الشواء: نزاع غير تقليدي في أستراليا
في عام 2019، أثارت قضية رفعتها سيدة نباتية تُدعى سيلا كاردين من مدينة بيرث الأسترالية اهتمامًا واسعًا داخل وخارج أستراليا. كانت كاردين قد تقدمت بدعوى قضائية ضد جيرانها بعد أن شكت من الروائح المتصاعدة من شواء اللحوم والأسماك في فناء منزلهم المجاور. وادعت أن هذه الروائح تسببت لها في ضغط نفسي ومنعتها من الاستمتاع بحياتها الخاصة في الفناء الخلفي لمنزلها.
لم تقتصر شكاوى كاردين على رائحة الشواء فقط، بل تضمنت مطالب أخرى، مثل تخفيض الإضاءة في الفناء، وإيقاف ضوضاء الأطفال الذين يلعبون في الفناء. رأت المحكمة في غرب أستراليا أن مطالبها غير منطقية، ورفضت الدعوى.
ردود الفعل المجتمعية
بعد صدور الحكم، أثارت القضية تفاعلاً واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قرر البعض تنظيم “حفلة شواء جماعية” بالقرب من منزل كاردين احتجاجًا على القضية. ما يقرب من 2000 شخص أكدوا رغبتهم في الحضور، و7000 آخرون أبدوا اهتمامهم بالمشاركة عبر صفحة الحدث.
ورغم هذه الدعوات، حذرت كاردين عبر محاميها من التجمهر أمام منزلها، مؤكدة أن من يحضر سيتعرض للمسؤولية القانونية بتهمة التعدي. وأوضح المحامي أن موكلته ليست ضد تناول اللحوم، ولكنها تطلب فقط حقها في الراحة داخل منزلها.
دلالات القضية
أثارت هذه القضية نقاشات حول حقوق الجيران وحدود التدخل في أسلوب حياة الآخرين. بينما اعتبرت كاردين نفسها ضحية للتدخلات المتكررة لجيرانها، رأى الكثيرون أن مطالبها تجاوزت الحدود المعقولة.
ورغم أن المحكمة رفضت الدعوى، إلا أن القضية تركت أثرًا كبيرًا في النقاش حول الحريات الفردية والمجتمعية، وكيف يمكن للتوترات البسيطة أن تتحول إلى نزاعات قانونية كبيرة.
توضح هذه القضية كيف أن النزاعات البسيطة بين الجيران قد تأخذ أبعادًا قانونية واجتماعية غير متوقعة، وتكشف عن مدى تعقيد العلاقات المجتمعية في مواجهة اختلافات الأنماط الحياتية.
شاهد أيضا